أنواع عقود نقل التكنولوجيا في القانون.
أولاً: نقل المعرفة الفنية:
ان محل عقد نقل التكنولوجيا هو كما نعلم ” المعرفة الفنية ” وهو ما يطلق عليها: Know- how- Savoire Faire.
وإذا اقتصر العقد على أن يكون محله مجرد نقل هذه المعرفة الفنية، فإن العلاقات القانونية تنحصر في مجرد تنفيذ كل من الطرفين للالتزام عند التعاقد دون المراحل التالية التي تستخدم فيها المعرفة الفنية محل العقد.
هذه الصورة البسيطة من صور عقود نقل التكنولوجيا هي المنتشرة بين الدول المتقدمة بعضها البعض حيث يتمتع كل من طرفي العقد بدراية فنية وكفاية تطبيقية متقاربة إن لم تكن متعادلة.
علي أنه في معظم العقود التي تنتشر حالياً بين الدول المتقدمة والدول التي في طريقها إلي النمو لا تقتصر عقود نقل التكنولوجيا على مجرد نقل المعرفة الفنية بل تتخذ صوراً أكثر تعقيداً وتشعباً.
ثانياً: نقل المساعدة الفنية:
لذلك يطلب دائماً الطرف المتلقي للتكنولوجيا، بالإضافة إلي المعرفة الفنية المساعدة فنياً وتطبيقها من الطرف المورد. ويقصد بذلك أنه بالإضافة إلي التزام المورد بنقل المعرفة الفنية فهو ملزم بتقديم المساعدة الإيجابية وتقديم الخدمات اللازمة والضرورية للأخذ بيد المتلقي لها حتى يبدأ السير في الطريق السليم المرجو من عقد نقل التكنولوجيا.
وفي هذه الحالة نصبح أمام عقد مركب لأنه يتعين ليس فقط نقل المعرفة الفنية ولكن أيضاً نقل الخدمات والمساعدة الفنية. هذا العقد المركب قد يتمثل في:
أ – الالتزام بتوفير العمالة والمساعدة الفنية والخبراء أو الالتزام بتدريب العمالة المحلية أو تركيب الآلات ويطلق عليه عقد المساعدة الفنية technical assistance agreement. والأمثلة على هذا النوع من العقود كثيرة منها اتفاقيات براءات الاختراع patents agreement والخدمات الهندسية agreement engineeringومنها الخدمات الهندسية الأساسية والتفصيلية وعقود الترخيص الصناعي license agreement إلي غير ذلك من الصور.
ب – كما قد يتمثل عقد نقل التكنولوجيا في بيع مجموع صناعي متكامل يطلق عليه “عقد تسليم المفتاح” clé en main.
وهذا العقد يتمثل في تسليم مصنع متكامل من عدد وآلات وبراءات وعلامات تجارية أو صناعية بالإضافة إلي الدراسات والطرق المعدة مسبقاً وهذا العقد يطلق عليه عقد تسليم المفتاح البسيط أو الجزئي.
وهذا النموذج منتشر بين الدول المتقدمة جداً وبين الدول الأقل تقدماً بعضها البعض، كذلك بين الدول التي تنقصها التكنولوجيا ولكن تتمتع بوفرة في العمالة الفنية القادرة على الاستيعاب والتمكن التكنولوجي. أما الصورة الأخري لعقد تسليم المفتاح فهي يطلق عليها عقد تسليم المفتاح الثقيل clé en main lourd أو تسليم المفتاح الشامل، ويلزم بمقتضاه المورد ليس فقط بتسليم المصنع مع المساعدة الفنية بل أيضاً تدريب العمالة المحلية فنياً وتقديم المساعدة بتشغيل المصنع وهذا النموذج ينتشر بين الدول المتقدمة والدول التي في طريقها إلي النمو.
ج – ومن عقود نقل التكنولوجيا المركبة عقد تسليم الإنتاج produit en main حيث يلتزم المورد بتشغيل المصنع وقيادته فنياً وصناعياً خلال مدة متفق عليها بشرط أن تصبح العمالة المحلية على درجة من الدراية الفنية تمكنها من إستيعاب وتشغيل التكنولوجيا المركبة واستخدامها حتى الإنتاج النهائي المرجو من التكنولوجيا.
ومن الممكن أن يمتد التزام المورد ببيع الإنتاج بواسطة التكنولوجيا المنقولة ويطلق عليه عقد تسويق الإنتاج. Marché en main.
والسبب في انتشار مثل هذه الصورة من عقود الإنتاج بواسطة التكنولوجيا في الدول النامية هو أن هذه الدول تريد قدر الاستطاعة تعويض حالة التأخر والتردي الإنتاجي والصناعي الذي هي عليه نتيجة الاستعمار بكل أشكاله وصوره والذي كان يوجه نشاط المواطنين في الدول المستعمرة إلي المجالات الإدارية اللازمة لتحقيق مصالحه فقط والتي ليس من بينها مطلقاً مجالات الإنتاج والتصنيع.